القناص Admin
عدد الرسائل : 46 العمر : 34 احترام قوانين المنتدى : تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: بوش.. ثقافة "السلاح صاحي" الأربعاء يوليو 09, 2008 4:18 pm | |
| | <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td dir=rtl style="PADDING-BOTTOM: 6pt" vAlign=top> بوش.. ثقافة "السلاح صاحي" </TD></TR> <tr><td vAlign=top align=right>بقلم:أحمد ابوزيد</TD></TR> <tr><td height=6></TD></TR> <tr><td dir=rtl vAlign=top><table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><tr><td> </TD></TR></TABLE> بالكاد صرنا نذكر أناشيد النصر، والمارشات العسكرية التي ملأت الإذاعات العربية إبان حرب النصر في أكتوبر/ تشرين 1973 ، فالإذاعات العربية الآن لها أغان أخرى تشغلها، و"ثقافة" بديلة تبثها، يحلو للبعض تسميتها ثقافة السلام، ولم يعد عبد الحليم يغني "خلي السلاح صاحي "، بل أصبح بوش الابن هو صاحب الصوت والصدى، وداعي الحرب في زمن يقولون عنه ـ ولا نصدق ـ زمن السلام. وربما تعارض هذا مع اعتقاد الكثير منا أن نظام العسكر إنما هو نظام يقتصر على دول العالم الثالث أو الشعوب المتخلفة التي لم تلحق بسنن ومعايير التقدم الغربي. إنها النظرة الدونية التي صرنا نرددها، فلم نعد نرى أمامنا إلا النموذج الغربي كنموذج أمثل في التقدم والتقنية. وهي النظرة التي جعلتنا نرى تقدمنا من خلال النظارة الغربية فقط. وما نراه من عسكرة النظام في العالم الثالث نستطيع أن نراه أيضا في نظم العالم الأول، ولكن تحت أستار مقنعة؛ لننظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية مثال الديمقراطية كما يقولون؛ ولنتأمل قليلا في سياسات رئيسها الحالي "جورج دبليو بوش" فسوف نجده محاطا بطاقم من الوزراء والمستشارين ينتمي معظمهم إلى الطبقة العسكرية، تلك الطبقة التي اعتمد عليها والده جورج بوش في حرب الخليج الثانية في أثناء توليه عملية عاصفة الصحراء ضد العراق، وإذا أعدنا النظر مرة أخرى فسنجده يخطط ويدبر لأضخم مشروع صاروخي في القرن الحادي والعشرين والذي يريد من خلاله أن يستعرض قوة أمريكا الكامنة في قوة سلاحها، باختصار لم يجد جورج دبليو بوش سوى السلاح ليجعله مرجعية أو منطلقا للهيمنة الأمريكية؛ ولذا فهو يستحق أن يكون صاحب عقلية تسليحية أو منهاجية عسكرية، مثله مثل الكثير من رؤساء دول العالم الثالث المتخلفة؛ كما يحب أهل الغرب والمتغربين أن يسموها. عقلية القوة التي تسيطر على الثقافة الغربية، لها مرجعيتها التي تتمثل في قاعدة الفيلسوف نيتشه القائلة بأن "البقاء للأقوى" من يومها والغرب يتعامل بمنطق الأقوى، حتى إن فلاسفته وفقهاء قانونه لم يجدوا حرجًا من التسليم بالقاعدة الشهيرة "القانون لا يحمي المغفلين" في حين كان الإسلام سابقا في حماية الضعفاء والمغفلين، والقاعدة الحاكمة هي " الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له… الأثر". العقلية الغربية على هذا النحو لا تدعو لفخر أو تعال. وكما هناك "عسكرة" للحياة الاجتماعية والسياسية في الدول النامية، فنظرة سريعة على حكومة بوش الجديدة تدلنا على مدى تغلل فكرة القوة الحاكمة في الثقافة الغربية الأمريكية، وانعكاس ذلك على "عسكرة" الحياة والسلطة والمجتمع، وبالتالي الثقافة والفكر، وهو مثل يتضح في تكوين الحكومة الأمريكية الجديدة.بوش ليس قدّيسًا على صعيد السياسة الخارجية، يمتلك بوش الابن عقلية تسليحية من الدرجة الأولى، وسوف تنعكس هذه العقلية ـ بكل أسف ـ على منطقتنا العربية لتصيبها بأبلغ الأضرار، وقد نجد هذه العقلية متمثلة بكل وضوح في عدة أمور: أولا: مشروع حرب النجوم الذي يسعى بوش إلى إحيائه بشدة بالرغم من الرفض الأوروبي والروسي له. ثانيا: موقفه تجاه تسليح المعارضة العراقية. ثالثا: اختياره لوزير الخارجية كولين باول، والذي يعتبر شيخ العسكريين في الولايات المتحدة الأمريكية.مشروع حرب النجوم إن مشروع حرب النجوم ليس وليد اليوم، ولكنه وليد الثمانينيات في عام 1983؛ حيث تبناه الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان من خلال مبادرة الدفاع الإستراتيجي التي نادى بها من أجل تدشين دفاع أمريكي رادع ضد الصواريخ البالستية، وقد كانت المبادرة بمثابة ثورة حقيقية في الفكر الدفاعي الإستراتيجي الأمريكي؛ حيث تم استخدام تكنولوجيا الفضاء لأول مرة في الدفاع ضد الصواريخ البالستية. وظهور هذا المشروع في الثمانينيات لم تتح له الفرصة لكي يصير واقعًا، فالبحث التقني لم يكن قد وصل بعد إلى الحد الذي قد بلغناه الآن. هذا بالإضافة إلى التكاليف الهائلة التي كانت تنتظر ذلك المشروع. والآن نجد بوش الرئيس الأمريكي الحالي يمسك بزمام هذا المشروع من جديد، ويسعى جاهدا لتنفيذ ما فشل ريجان في تنفيذه. ونجد عقليته التسليحية تطغى وتهيمن، ضاربة بعرض الحائط الاعتراضات والاحتجاجات، سواء على المستوى الداخلي الأمريكي أو على المستوى الخارجي الدولي. أما على المستوى الخارجي، فيتحدى بوش الموقف الأوروبي والروسي؛ حيث يرفض كل منهما بشدة تطبيق هذا المشروع؛ فأوروبا ترى فيه نقصا لحمايتها من خلال فتح الباب مجددا لسباق التسلح، أما روسيا فترى فيها اختراقا لمعاهدة (ABM) التي عقدتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1972 لفرض الحد أو تقييد نشر الأسلحة المضادة للصواريخ البالستية. ولا يقف بوش وحده أمام تلك الاعتراضات، وإنما تؤيده العديد من النخب والمنظمات، فشركات صناعة الأسلحة لها دور كبير ومحوري في توجيه سياسات واشنطن الإستراتيجية والتي من ضمنها حرب النجوم، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة، وكذلك القادة العسكريون في البنتاجون الذين يأخذون بيد بوش، ولا ننسى اللوبي اليهودي الذي وقف قلبا وقالبا وراء مشروع حرب النجوم؛ حيث كانت إسرائيل طرفا أساسيا في عملية إنشائه.تسليح المعارضة العراقية يرى بوش في تسليح المعارضة العراقية التي تتمثل في المجلس الوطني العراقي السبيل الأمثل للإطاحة بصدام، ولا يكتفي بوش بذلك بل يذهب إلى ما هو أبعد ، وهو وضع خطط لتقسيم العراق ومنح بعض أطراف المعارضة حكما ذاتيا، وقد يشمل تلك الأطراف أكراد أو إسلاميون، ولا نستطيع أن نتجاهل تعيين بوش لديك تشيني نائبا له، وهو الذي كان يشغل منصب وزير دفاع في فترة ولاية الرئيس جورج بوش الأب، والذي قاد عمليات عاصفة الصحراء في عام 1990، 1991 تلك العمليات التي أوصلت العراق إلى ما هي عليه الآن.اختيار "كولين باول" تنعكس العقلية التسليحية مرة أخرى في سياسات الرئيس الجديد جورج دبليو بوش حيث سارع بتعيين كولين باول Colin Powell والذي يعتبر شيخ العسكريين في الولايات المتحدة الأمريكية وزيرا للخارجية الأمريكية. وبالمناسبة، فهو أول من تقبل وظيفة حكومية في إدارة بوش الجديدة. وقد بدأ باول – الذي ولد في نيويورك سيتي عام 1937 – حياته العسكرية منذ أن كان طالبًا بجامعة سيتي في نيويورك، حيث وصل إلى رتبة كولونيل عسكري مبتدئ. وشارك في حرب فيتنام؛ حيث قضى فترتين: من 1962 إلى 1963، ثم من 1968 إلى 1969، وبعدها أمسك بعدة وظائف عسكرية ومدنية هامة حتى صار مستشار الأمن القومي للرئيس رونالد ريجان في عام 1987. وفي إبريل عام 1989، صار لواء جنرال (بأربع نجوم) مما أدى إلى تعيينه رئيس أركان حرب في أغسطس 1989، وهو أول ضابط أسود يشغل ذلك المنصب الإستراتيجي، وهو أعلى منصب عسكري. ومثل "رفيقه" ديك تشيني، لعب باول كولين دورًا أساسيًا في تخطيط وتنفيذ احتلال بنما في عام 1989، ثم حرب الخليج عام 1991. وقد تلقى "باول" ميداليات وجوائز عديدة في خلال خدمته العسكرية الطويلة التي استمرت حتى عام 1993؛ حيث وصوله إلى سن المعاش، فتلقى ميدالية القلب الأرجواني – وسام أمريكي لجرحى الحرب – والنجمة البرونزية في عام 1963، ثم تسلم جائزة الجدارة عن خدمته في الجيش في عام 1969 و1971، وبعدها ميدالية الخدمة عن جدارة في عام 1988، هذا فضلاً عن جائزة "الفروسية التكريمية" التي تلقاها من ملكة بريطانيا. إن اختيار كولين لهذا المنصب الحساس – وزير خارجية – لم يأت اعتباطًا أو صدفة أو مفاجأة، بل كان منوهًا عنه من قبل بوش الابن منذ بداية حملته الانتخابية، فهو من وجهة نظر بوش يعتبر الأجدر في احتواء العراق عسكريًا واقتصاديًا والأمثل في "حفظ" استمرار العقوبات. باختصار، إن كولين في عيون بوش "يتألق في صورة البطل الأمريكي، والمثل الأمريكي، والقصة الأمريكية العظيمة". وما يثلج صدره أيضًا هو موقف كولين الشديد، بل "المتعنت" تجاه الدول التي ستسعى للحصول على أسلحة الدمار الشامل. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الشراسة التي سينتهجها بوش مع صديقه كولين حيال الدول الإسلامية التي تسعى لحيازة أسلحة الدمار الشامل مثل إيران وباكستان، خاصة بعد المبادرة الأخيرة التي حدثت بين إيران وروسيا والصين في إطار تحدي الهيمنة الأمريكية.دور "كولين" سيكون بارزًا إن جهل بوش بالأساسيات التسليحية والعسكرية تجعل اعتماده على كولين – وهو رجل عسكري من الطراز الأول – اعتمادًا مضاعفًا. ولو ألقينا نظرة على نوع الأسئلة التي يوجهها بوش إلى مستشاريه، فسندرك على الفور مدى تقليدية تلك الأسئلة، فنجده يسأل مثلاً: لماذا يجب على الولايات المتحدة أن يكون لديها قوات عسكرية؟ أم ماذا سيحدث إذا وقعت أمريكا تحت هجمات كيماوية أو بيولوجية، وكيف نستطيع الدفاع عن أنفسنا؟ والغريب في الأمر، إنه بالرغم من ظهور قلة خبرة بوش – بدليل اعتماده على طاقمه اعتمادًا كليًّا – فإننا نجد الجمهوريين يدافعون عنه؛ حيث يبررون تساؤلاته تلك بكونها برهان ثقته العالية بنفسه. وملخص القول، إن عقلية بوش التسليحية لا يوافقها مقدرة تسليحية. فبوش متجه بنفسه وعقله وباله نحو أمريكا العظمى صاحبة المكانة العليا في امتلاك أجود الأسلحة وأحدثها، وصاحبة الأداة العسكرية المهيمنة على ساحات القتال، وصاحبة الرأي الوحيد في قرارات الحرب والسلام، ولكن المشكلة تتمثل في أن هذه العقلية تفتقر بشدة إلى المعلومات وإلى الخبرة، وهي بالتالي في حاجة ماسة إلى شخصيات عسكرية من الطراز الأول، مثل باول كولين وديك تشيني، مدعومة بثقافة الاستعلاء والقوة المهيمنة على العقلية الغربية بشكل عام ، والتي تمثل حاجزاً يعوق إدراكها لعالم آخر، متعدد الحضارات، متحاور متفاعل، وليس عالم القوة الأمريكي الذي يفوز فيه الأقوى فقط!.</TD></TR></TABLE> |
| |
|